رواية اخر نساء العالمين الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم سهيلة عاشور
Part 31
في غرفة زهره ويونس
كانت تقف زهره امام المرأه تتفحص ملابسها بدقه وشارده في مظهرها قليلا فكانت ترتدي فستان منزلي باللون الاحمر الداكن ويضيق على جسدها بالكامل مع شعرها الكستنائي الناري والقليل من مساحيق التجميل كانت تتلاعب في شعرها وهي تنظر نحو المرأه بشرود وتتذكر كلام والدة زوجها
Flash Back:
عندما انتهو من تناول الطعام طلبت نواره من زهره ان تتبعها نحو غرفتها نظرت لها كالعاده بتلك الابتسامه الحنونه وبدأت حديثها بنبرة الحب الصادق
نواره بتنهيده: انت عارفه انك في غلاوة مصطفي ويونس ويمكن انت اغلى كمان... كان نفسي يكون عندي بنت بس ربنا مأردش يمكن علشان يرزقني بيكي انت وسميه
زهره بإبتسامه: ربنا عالم بغلاوتك عندي زي ماما بالظبط
نواره بهدوء: علشان كده انا عاوزه انصحك نصيحه يا بنتي... وانا عارفه انه يمكن تزعلي مني بس انا قصدي مصلحكم وبس
زهره بترقب: خير يا ماما
نواره بإبتسامه: انا عارفه انك زعلانه... ومعاكي حق بصراحه وانا لو منك مكنتش ارجع معانا كمان... ثم اكملت بصدق: بس انت اصيله وبتحبي يونس يا زهره صح
احمر وجههل خجلا ولكنها طأطأت رأسها للأسفل من الخزلان فلم تعد تتحمل حتى الرد على هذا السؤال
نواره بهدوء: مفيش حاجه تتكسفي منها.... ثم اكملت وهي ترفع وجهها بيدها برفق: انت بنتي ومرات يونس مهران اوعى توطي راسك ابدا فاهمه... انا عارفه انه حقك تزعلي وكمان حقك تعاملي يونس اوحش من كده وانا مش عاوزاكي ترضي عليه بالساهل ابدا بس كمان متتماديش فيها
زهره بعدم فهم: يعني اي... حضرتك تقصدي اي؟
نواره بجديه: يونس بيحبك يا زهره وبيحبك اوي كمان وعنده استعداد يخسر الدنيا كلها علشانك... بس دلوقتي الوضع غير يونس عنده مشاكل كبيره في شغله والمشاكل دي كل يوم بتزيد يا بنتي ومبقاش قادر عليها وهو طول الوقت كاتم جواه ومبين لينا انه كل بسيطه وسهله.... يونس من سنين وهو ظهر لينا كلنا والحمل كل يوم بيزيد عليه الشغل ومشاكله والديون اللي اتحطينا فيها من بعد حر-ق الارض وكمان مش ساكت عن موضوع مصطفى وبيدور ورا اللي كان السبب ومن وسط كل دا انت يا زهره.... يوم ولا اتنين غبتي فيهم يونس كان عامل زي العيل الصغير مش قادر يتنفس من غيرك محتاجك جمبه يا حبيبتي
زهره بحزن: انا كنت في ظهره يا ماما بس هو تقل عليا اوي وانت عارفه
نواره بتفهم: عارفه والله ومعاكي حق... بس انا ابني في الاول والاخر راجل يا بنتي وابن كبير البلد والعين عليه
زهره بتوهان: قصدك اي؟
نواره بإبتسامه: احنا هنا في البلد كله مركز مع كلو وانت عارفه الناس هنا بتحب تدخل في امور الناس وطبعا موضوع طلاق وناهد وكمان غيابك عن البيت هيخلي الناس تطمع وابني بيحبك وصاينك وربنا وحده عالم بس الشيطان شاطر يا زهره ويونس في ظروفه دي محتاج دلع وحنيه وانت فاهمه قصدي
زهره بقلق: تفتكري ممكن يتجوز عليا يا ماما... او يعرف واحده
نواره بسرعه: انا مقلتش كده... انا بس قلت تحافظي على بيتك يا حبيبتي......
Back:
فاقت من شرودها على صوت حركه بجانب الشرفه خاصتها تسلل الخوف في قلبها بشده من ان يكون فأر او سارق وخصوصا ان يونس ليس بالغرفه فقد احكمت غلق الباب حتى تمعنه من الدخول.... ذهبت ببطئ نحو الشرفه وما ان أصبحت قريبه منها حتى دُفع باب الشرفه بقوه وظهر من خلفه يونس والذي كان يتعلق على مواسير المياه الكبيره ويستند على الشرفه بقوه.... من هول الصدمه وضعت يدها على فمها وهي تنظر له وعينيها متسعه بشده
زهره بقلق ممذوج بالغضب: انت مجنون اي اللي انت بتعمله دا....
يونس بلامبلاه وقد قفز بخفه حتى اصبح داخل الغرفه واغلق الشرفه ووقف مقابل لها: اعمل اي يعني منتي قافله الباب ومش راضيه تردي عليا قلت بلاش اكسر الباب واعمل فضايح في البيت
زهره برفعة حاجب: تقوم تطلع على المواسير... هو انت حرامي يا يونس
يونس بإبتسامه جذابه: احلى يونس في الدنيا
زهره بعيون متسعه: يا بني انت مجنون كان ممكن تقع وتروح فيها انت ازاي عندك 28 سنه مش فاهمه دا انت مصطفى اعقل منك
يونس بخبث: خايفه عليا يا زوزو
زهره بإرتباك ولكنها دارته: لا واخاف عليك لي منتى زي القرد اهو... وبعدين انت مالك واخد راحتك كده لي يلا يا بابا على مصطفى تحت تونسه ويونسك
يونس بنظره هائمه: اي الحلاوه دي.... هو انت جايه تلبسي دا وانا مش موجود طب كنتي خلتيه لما نتصالح
زهره بخجل: انزل يا يونس يلا انا عاوزه انام
يونس بزفر: طب ما انام وانا مؤدب والله.... ثم اكمل بنبره طفوليه: هيبقى شكلي وحش قدامهم ومصطفى هيستلمني بقا لسنه قدام ومش هخلص من رخامته
كتمت ضحكاتها على مظهره ولكنها تظاهرت بالبرود: انزل يا يونس انا محتاجه نبقى بعاد شويه
زفر بضيق واقترب منها بشده مما اصابها بالخوف فكانت نظراته غاضبه بشده
يونس بغموض: انا هنزل اهو وهسمع كلامك وهصبر بس خلي بالك يا زهره انا صبري مش طويل هاا... اهدي وبطلي شغل العيال دا انت عارفه انه مكنش قصدي بس انا بقول هرمونات وهتروح لحالها
زهره بضيق وقد وضعت يديها امام صدرها ونفخت خديها بغضب: انزل يا يونس... انزل
القى عليها نظره متفحصه ومن ثم توجه نحو باب الغرفه وخرج منه واغلقه خلفه بقوه حتى انها انتفضت مكانها..... نظرت نحو الباب بحزن وهي ترى حبيبها على وجهه الحزن كانت تريد احتضانه وتخبره كم اشتقات اليه ولكن تهمل يا قلبي قليلا يجب الصبر
**********************************
في منزل حسام
عندما سمع الابويين بحديثه اعتلت الصدمه وجههم هم لا يعارضوا على تقديم يد المساعده ولكن لا يريدون زواج وحيدهم بهذه الطريقه
كريمه بغضب: انت اتجننت يا حسام عاوز تتجوز واحده ولا نعرف اصلها ولا فصلها واحده انت لقتها مرميه في الشارع لي يا بني كده.... وانا اللي كنت مستنيه جوازك دا بفارغ الصبر علشان افرح بيك ولا انت عاوزه تجبلي جل-طه
محمود وهو يحاول تهدأتها: اهدي يا كريمه نفهم منه الاول هو عاوز يعمل اي... براحه مش كده
كريمه بغضب: محمود متعصبنيش انت كمان دا ابني الوحيد يعني لازم يتنقاله واحده تشرفه وسط الناس هو بنفسه لسه قايل بنفسه لاقاها مرميه هدومها متبهدله ومتق-طعه وكمان ابوها راجل مش كويس ودا واضح
حسام بضيق: يعني انت عاوزه اي دلوقتي يا امي....عاوزاني ارميها ليه يمو-تها ولا اعمل اي
كريمه بزفر: انا مقلتش كده انا ام برضه بس ساعدها بطريقه تانيه واي حاجه نقدر عليها هنعملها وانا هقف معاها قبلك بس جواز لا يا حسام
حسام بنفاذ صبر: يعني اي يا ماما... منتي لسه سامعه بابا بيقول اي ممكن الحقير ابوها دا يجي في اي وقت ويقول اني خاطفها ولا يعملنا فضيحه في البلد كلها وساعتها هياخدها برضه.... بس لو بقت مراتي محدش هيبقى ليه عندي حاجه
محمود بإقتناع: ابنك معاه حق يا كريمه... وبعدين البنت فيها اي ابنك ظابط وراجل مش عيل صغير واكيد فاهم هو بيعمل اي وبعدين البنت مفيهاش حاجه اي يعني بنت ناس على قدهم واهو ناخد فيها ثواب وبعدين حلوه ما شاء الله
كريمه بغيظ: والسكر اللي عندها دا افرض خلفت لينا عيل وارث مر-ضها ساعتها نعمل اي دا ابني الوحيد وعاوزه اطمن عليه
محمود بهدوء: دا مش عيب يا كريمه... عادي مككن يتجوز واحده سليمه وزي الفل ويجيلها السكر بعد الجواز عادي... ولا يتجوز بنت ناس وغنيه وملكة جمال بس ميكنش سعيد معاها
حسام بهدوء: انا بعمل كده علشان دي واحده محتاجه ليا اساعدها وانا مش هتأخر ابدا عن مساعدة اي حد... هقنعها ونكتب الكتاب دلوقتي لو قدرت بعد اذنكوا
تركهم ينظرون نحو بعضهم البعض بحيره كريمه تحشى على ولدها من هذه الزيجه ومحمود رجل قانوني وهو يعلم ان هذه هي الطريقه الوحيده كما انه يشعر بالراحه التامه خلال هذه الفتاه..... ذهب نحو الغرفه التي تقنط بها فوجد الممرضه تخرج من الباب
حسام بقلق: انت اي اللي طلعك هي كويسه؟
الممرضه بهدوء: كويسه الحمد لله... هي دلوقتي نايمه انا عملت كل حاجه ممكن امشي لأني اتأخرت جدا
حسام بتفهم: معاكي حق... معلش تعبناكي معانا اوي النهارده.... ثم اخرج من جيبه بعض الورقات الماليه واعطاهم لها فأخذتهم وذهبت... اما هو فظل واقفا امام الباب خاصتها ينظر اليه بشرود ولكنه ايقن انه لا فائده من الانتظار فأتجه نحو غرفته والتي كانت ملاصقه لغرفتها وقرر ان يرتاح قليلا فمنذ يومين تقريبا لم يذق طعمًا للنوم
**********************************
في صباح يوم جديد
استيقظت زهره من نومها وقررت ان تكمل خطتها اليوم... ارتدت فستان رقيق القصه من اللون الزهري ومعه حجاب بنفس اللون ووضعت احمر شفاه وبعض لمسات التجميل الخاصه فقد اتت الليها ورده باكرا وهي تبتسم بسعاده وتقص عليها الكثير من الاشياء التي جعلت قلبها يفرح بشده
Flash Back:
ورده بسعاده: النهارده هيروحوا يخطبوا سميه لسي مصطفي يا زهره
زهره بإبتسامه: كويس انهم عجلوا في الموضوع وإلا مصطفي كان يعملنا فض-يحه وسط الناس.... ثم اكملت بغمزه ماكره: بس كل الفرحه اللي انت فيها دي علشان سميه ومصطفي هتجوزوا ولا علشان حاجه تانيه
ورده بخجل: سي يونس الله يبارك فيه واقف على حسين وقال اننا هنتجوز في نفس يوم مصطفى وسميه وهيعمل لينا فرح كبير..... ثم اكملت بضحك: بس اقلك اي دا طلع روحه لحد ما وافق
زهره بتعجب: ازاي دا ؟
ورده بضحك مفرط: قله ان في واحد خليجي وغنس متقدم ليا وانه موافق عليه علشان مستقبلي... راح حسين مزعق وقله على ج-ثتي دا يحصل انا بقالي سنين بشتغل وبتعب علشان اتجوزها ومش هسمح ان حد ياخدها مني ابدا.... بعد كده سي يونس قله كنت بشوفك متمسك بيها بجد ولا اي كلام والف مبروك دا بعد ما خد رأيي في الخباثه كده
زهره بسعاده من اجلهم: الف مبروك يا ورده وربنا يفرح قلبك يارب.... انت جميله اوي وتستاهلي كل خير يا حبيبتي
ورده بمرح: جميله اي بس... دا احنا جمبك غفر
زهره بضحك: لا يا ستي انت حلوه وزي القمر بجد
ورده بصدق: ربنا يجعلنا البيت دا الفرحه مزروعه فيه.... ثم اكملت بغمزه: ويهديكي انت وسي يونس لبعض يارب وتجيبوا لينا عيال اجانب زيك كده
ضحكت زهره عليها بشده ولكنها تذكرت امور الانجاب فهي تشك بشده ان هذه الحبوب التي كانت تضعها ناهد لها قد ادت لضرر بها وعليها التأكد....
Back:
فاقت من شرودها وهي تبزر احمر الشفاه الخاص بها فهي تعلم كيف تثير غيظه وغيرته بالطريقه الصحيحه.... انتهت وارتدت حذائها ذا الكعب العالي واتجهت نحو الاسفل
**********************************
في غرفة مصطفي
كان يتقاسم يونس ومصطفى السرير ومصطفي نائم بعمق وهو يلتصق بشده بيونس حتى كاد يونس ان يسقط ارضا وكلما ابعت قليلا التقص به مره اخرى... زفر يونس بغضب وهو يحاول ايقاظ هذا المعتوه
يونس بضيق: ولا... مصطفي اصحى بقا زهقتني يخربيتك معرفتش اغمض عيني منك لله قوم بقا
مصطفى بتثاؤب: صباح الخير يا يونس.... ثم نظر له وانف-جر ضاحكا: طردك من الاوضه يا يونس... قالتلك روح يا يونس كش كش
يونس بيأس: انا كنت عارف اني مش هخلص منك... ثم وجه انظاره نحو الكرسي المقابل للسرير ووجد عليه ملابسه الرسميه هو ومصطفى وقد ادخلتها عليهم والدتهم في وقت مبكر: قوم يا عريس علشان نجهز ولو اني نفسي اخن-قك بس يلا قوم
تحرك مصطفى بسعاده وقد دفع يونس بشده حتى وقع ارضا ومن ثم جلب عكازه واخذ ملابسه واتجه نحو المرحاض وكل هذا تحت انظار يونس المصدومه.... ضرب كف على كف وهو لازال ينظر في اتجاه اثره
يونس: صحيح اهبل... ثم اكمل بحب اخوي: بس كبرت ورايح اخطبلك يا مصطفي الايام جرت بسرعه اوي....
**********************************
في صاله المنزل
وقد اقبرت منتصف النهار..... تجهز الابوين بملابس تليق بمقامهم وسنهم وكذلك زهره التي كانت تنزل الدرج وفي نفس الوقت خروج الاخوين مغا من غرفة مصطفى.... ولكن تصوب انظار الجميع نحو صوت كعب حذائها ورائحتها العطره الشهيه التي غطت المكان بالكامل بالنسبه الليه فقط بالطبع فكانت رائحه هادئه للغايه ولكن هو لا يستطيع سوى شمها من شدة تركيزه معها
مصطفي بصفير: اي القمر دا يا مرات اخويا.... ثم اكمل بهمس: دي معاها حصانه ممكن تطردك من البيت عادي
نواره بإبتسامه وهي تحضتنها: ما شاء الله يا حبيبتي عيني عليكي بارده الله اكبر... اي الحلاوه دي
مهران بحب: بنت اخويا اي حد ولا اي.... يخليكي ليا يا بنت الغالي ادب وجمال ما شاء الله ولا اي رأيك يا يونس
انهى اخر حديث له بغمزه ماكره
يونس بهدوء: اطلعي غيري الارف اللي انت لابساه دا
زهره بصدمه ولكن دارتها تحت قناع البرود: لا
يونس بغضب: نعم!.... هو اي اللي لا؟
يتبع...